التوافق النفسي
يعد التوافق النفسي جوهر الصحة النفسية وهدف العلاج النفسي، ومصداقه أن يكون الفرد راضيا عن نفسه قادرا على التوفيق بين دوافعه المتعارضة توفيقا يرضيها إرضاء متزنا يمكنه من توجيه قواه إلى تحقيق حاجاته وآماله مع تقبل جوانب القوة أو جوانب الضعف في نفسه فهوعملية مستمرة يقوم بها الفرد في محاولاته لتحقيق التوافق بينه وبين نفسه أولا ثم بينه وبين البيئة التي يعيش فيها بتغيير سلوكه مع المؤثرات المختلفة حتى يصل للاستقرار النفسي.

-
ومن صور التوافق النفسي أن يسلك الفرد السلوك المناسب لمستوى عمره، فما يعتبر سلوكاً عادياً وسوياً بالنسبة للطفل قد لا يعد كذلك بالنسبة للراشد، ولذلك فعملية التوافق ليست عملية جامدة ثابتة تحدث في موقف معين أو فترة معينه, بل إنها عملية مستمرة دائمة,فعلى الفرد أن يواجه طوال حياته سلسلة لا تنتهي من المشاكل والحاجات والمواقف التي تحتاج إلى سلوك مناسب يعمل على خفض التوتر وإعادة التوازن.
-
التوازن النفسي يؤدي إلى التوافق النفسي يؤدي إلى التكيف مع العالم الخارجي المحيط بالفرد.
-
يعد التوافق النفسي سر نجاح العلاقات الإنسانية.
-
التوافق النفسي يؤدي إلى الرضا .. الرضا منبع السعادة.
يحدث التوافق النفسي بالأساس عن طريق المستويات الثلاثة الأتيه: (معرفة النفس ـ الثقة بالنفس ـ ضبط النفس).
معرفة النفس:
لابد أن يعرف الفرد قدراته وإمكاناته وحدوده وجوانب القوة والضعف في نفسه، فهذا يجعله يحدد مستوى طموحه وفق حقائق واقعية لا وفق أوهام. فذلك مهم لأنه يساعد المرء على أن يتقبل ذاته بواقعية، فلا يبالغ في إمكاناتها ولا يقلل منها. كما يساعد على استثمار تلك الإمكانات إلى أبعد الحدود.
الثقة بالنفس:
وهي الإحساس بشعور إيجابي نحو الذات وتقديرها واحترامها، فالمتمتع بها غير كاره لنفسه ولا نافر منها أو ساخط عليها أو شاك في قدراتها.
وتنبني الثقة بالنفس على معرفة أن كل إنسان له قدرات وإمكانات لذا فلابد للشخص من معرفته بنفسه وإمكانياته أولاً.
فبقدر معرفة الفرد لنقاط القوة والضعف فيه ومعرفته لقدرات نفسه وحدودها يكتسب تلك الثقة وتتعمق لديه.
الثقة بالنفس تجعل الإنسان يتصرف بشكل طبيعي دون قلق أو رهبة، وتخلو حياته النفسية من التوترات والصراعات الداخلية التي تقترن بمشاعر الذنب والقلق والضيق والنقص.
والثقة بالنفس تبنى وتتأكد لدى الفرد عن طريق: تفكير الشخص في نفسه للتعرف عليها ـ النظر إلى الجوانب الإيجابية في حياته وواقعه وسلوكاته وعدم تضخيم الجوانب السلبية ـ تحديد السلبيات والبدء بحل الأسهل منها ـ تجنب الكلمات المولدة للإحباط في وصف نفسه وأعماله ـ وضع أهداف ولو بسيطة وتنفيذها فإن الإنجاز يعزز الثقة بالنفس.
ضبط النفس:
وهو اكتساب الفرد القدرة على التحكم في التقلبات الوجدانية والمزاجية التي يتعرض لها، وقدرته على إحداث التوافق والتناغم بين قدراته وإمكاناته من جهة، وطموحاته ومُثله من أجل تلبية متطلبات الحياة المختلفة من جهة أخرى.
قدرة الفرد على عدم السماح للعواطف السارة أو غير السارة بأن تأخذ حجما مبالغا فيه في حياته اليومية وفي قراراته وتصرفاته.
قدرة الفرد على التحكم في ردود فعله وفي أدائه لما يسمح له باختيار العادات الصحية السليمة سواء منها العضوية أو النفسية، وممارستها. وهذه السمة التي تسمى الاتزان الانفعالي تمكن الفرد من التعبير عن انفعالاته في اعتدال وضبطها دون كبت بحسب ما تقتضيه الضرورة وبشكل يتناسب مع الموقف المعني مع تجنب العواطف السلبية في المواقف الصعبة مثل القلق والعدوانية والخوف وغيرها.
وبقدر ما يكون الفرد قويا ومنضبطا بالمكونين الأولين للتفاعل الذاتي (معرفة النفس والثقة بالنفس)، وبقدر ما يحقق قدرا مقبولا من التكييف بين ميولاته ورغباته وبين متطلبات الواقع من حوله، بقدر ما تكون صحته النفسية أحسن.
وإذا كانت معرفة النفس تنبني أساسا على سلامة جوانب التفكير والعمليات العقلية لدى الفرد، فإن ضبط النفس مرتبط أكثر بالجوانب العاطفية والانفعالية
مظاهر التوافق النفسي: الراحة النفسية - الصحة الجسدية - تقبل الذات - إتخاذ أهداف واقعية - ضبط الذات وتحمل المسؤلية - علاقات إجتماعية ناجحة - الشعور بالسعادة.