كيف يتعلم الإنسان، أو يفكر، أو يدرك بيئته، وماهي التغيرات التي تطرأ على الإنسان عندما يفكر بذكاء؟ أو يبدع، أو يقع فريسة لمرض نفسي؟ ومتى ينفعل؟ وينشط؟ ويندفع؟ ويتحمس؟ وما الذي يطرأ عليه عندما يتفاعل مع جماعة؟ أو يعمل بمفرده، أو هو تحت تأثير عقار أو مخدر؟ ... الخ.
مفهوم علم النفس
هذا هو في الغالب نوع الموضوعات التي يهتم بهاء علماء النفس، وهي كما نرى تعني بكافة نواحي النشاط والتغيرات التي تحدث على الفرد، والتي يمكن ملاحظتها مباشرة أو غير مباشرة بملاحظة نتائجها.
من الواضح أن علم النفس هو العلم الذي يدري السلوك الإنساني دراسة علميه بهدف الوصول للقوانين التي تحكمه، فموضوع علم النفس هو "السلوك الإنساني" Human Behavior
إن الإنسان منذ ولادته تبدأ بينه وبين البيئة التي يعيش فيها علاقة ديناميكية، فيؤثر كل منهما في الأخر ويتأثر به، هذه العلاقة تجعله في حالة مستمرة من النشاط، وهذا النشاط الذي يصدر من الإنسان هو ما يسمى "بالسلوك"
والسلوك هنا هو يعتبر جميع أنواع النشاط الذي يصدر عن كل الإنسان من إستجابات للمنبهات أو التغيرات التي تؤثر على الفرد من الخارج (أي البيئة التي يعيش فيها) ومن الداخل (أي التغيرات العضوية الداخلية، كالتي تحدث في حالة الجوع مثلاً). هذه الإستجابات قد يحث بعضها ظاهري حركي كما يحدث في حالة الإنفعال والغضب والتهيج، أو ممارسة النشاطات الحركية المختلفة أثناء اللعب والكتابة والتمارين الرياضية .. وبعضها يحدث على شكل تغيرات داخلية لا يمكن أحيانا ملاحظتها وإنما يستدل على وجودها من مظاهر أخرى .. كالتذكر، والفهم، والتفكير، والتخيل، والإبداع .. والبعض الثالث من الإستجابات يأخذ شكل تفاعلات إجتماعية كالنفور أو القبول، رفض أو إنجذاب أو عداوة، سيطرة أو خدوع.. وهكذا تكون الإستجابات الإنسانية متنوعة في مصادرها وفي أثارها على الفرد.
